بماذا آخذ إذا اختلفت الفتاوى؟
اختلاف الفقهاء رحمة على الأمة، كما قال الله تعالى:
﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
ولم يقل: “اسألوا واحدًا بعينه”، بل فتح المجال للأمة لتستفيد من علم علمائها. وقد فهم هذا الإمام مالك رضي الله عنه، حين أراد الخليفة أن يفرض “الموطأ” على الناس، فقال له: “إن أصحاب رسول الله ﷺ تفرقوا في الأمصار، وكلٌ حدّث بما سمع ورأى، فلا تحصر الناس في كتاب واحد.”
ويُروى عن العلماء أن الله تعالى يوم القيامة يسأل العبد عن صلاته وصيامه وزكاته، فإن وجد فيها خللاً سُئل: هل عملت على مذهب مالك أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد؟، فإذا صحّت على مذهب إمام معتبر قُبلت منه، لأن من قلد عالمًا لقي الله سالمًا.
لكن على المسلم أن يتحقق من أمرين:
أن يأخذ دينه من عالم ثقة معروف بالعلم، لا من شخص دخيل.
أن ينظر فيما يطمئن إليه قلبه؛ فإن لم يرتح للفتوى سأل غيره من أهل العلم.
